سنوات ما بعد الحرب
بدأ الإصلاح فورا بعد إنسحاب الجيش الألمانى. و قد كانت هناك عناية فائقة بإصلاح خطوط السكة الحديد و مجمعات الفحم المعدنية. و فى نهاية 1945, تم تجديد حوالى ثلث الإمكانيات الصناعية ما قبل الحرب للجمهورية. و فى أثناء فترة خطة ما بعد الحرب الخمسية الأولى (1946-1959), حققت الصناعة الأوكرانية بأكملها مستوى ما قبل الحرب من الإنتاج. و لكن العزل من العالم المحيط كان واضحا فى الصناعات السوفيتية التى تتخلف بشكل واضح وراء الدول الرائدة الأخرى.
و قد تم توفير نجاح النمو الصناعى للجزء الأدنى من مرتبات العمال و الموظفين فى الدخل القومى بالإضافة إلى التبادل غير المتكافئ بين المدن و القرى.
و قد كان إعادة إحصاء العمالة فى كولخوز منخفضا للغاية و فرضت الملكية الزراعية الشخصية للفلاحين ضرائب عالية و إمداد إجبارى للمنتجات الطبيعية. و مع ذلك, فإن جفاف 1946 الشديد و الضريبة التى فرضتها الدولة لم تزيد. و قد حصدت مجاعة 1946-1947 حياة مئات الألاف من الفلاحين الأوكرانيين.
و قد تم تنفيذ النظام الجماعى الكلى للزراعة فى المناطق الغربية أثناء 1948-1949. و كانت وسائله وحشية مثل التى تم إستخدامها فى المناطق الشرقية فى 1929-1933. و قد حاول الناس مقاومة الدولة التى صادرت الملكية و جعلت الفلاح قوة عاملة مستأجرة, وقد ذهب الأكثر جراءة إلى الغابة كفصائل من جيش الحزب الأوكرانى. و قد تم القضاء على النشاط الموالى فى المناطق الغربية فى عام 1952 فقط.
و قد تم بناء المؤسسات الثقافية و بخاصة المدارس و النوادى بنظام المبانى الشعبية بسبب نقص الأصول المركزية. و حتى فى تلك الأوقات, قام الفنانون الأوكرانيون بمساهمات عظيمة فى التراث الثقافى القومى. و قد تم تشويه الغالبية العظمى من أعمالهم الإبداعية بإستحالة تجاوز مبادئ الدعاية المنتظمة.
و بعد وفاة ستالين فى مارس 1953, بدأ المناخ السياسى فى التغير تدريجيا فى البلاد. و قد لعب إم.كروشوف دورا رئيسيا فى التغيرات السياسية. و تم إغلاق معسكرات الإعتقال, و قد بدأ ضحايا قمع ستالين الذين ظلوا على قيد الحياة فى العودة إلى أوكرانيا. و قد كان الموقف الكارثى فى الزراعة مثارا للقلق للمرة الأولى. و قد تم إيقاف تفسخ القوى الإنتاجية فى القرية بالمهلات فى السياسة الضريبية و التسعير.
و قد تم تشريع التغيرات فى المناخ السياسى بقرارات المؤتمر العشرين للحزب ( فبراير 1956) و الذى منذ 1952 تم تسميته الحزب الشيوعى للإتحاد السوفيتى. و قد تضمنت قرارات المؤتمر نظرية تجسيد الإفتقار إلى الحتمية المقدرة لحرب عالمية ثالثة. وقد أصبحت السياسة الخارجية للحكومة السوفيتية أكثر براعة وواقعية. و قد ألقى كروشوف كلمة فى الجلسة الختامية للمؤتمر حيث ندد بالمظاهر الخارجية للشمولية ( العبادة الشخصية لستالين) وأكثر الحالات المثيرة للدهشة لإنتهاك قوة المرء و التى عانى منها الحزب.
و فى مبادرة كروشوف, تم جذب الإنتباه إلى تأخر البلاد فى مجال التكنولوجيات الأحدث و مستويات شروطها العلمية والتى هددت بتقويض القدرة الدفاعية. وقد زادت فى الأساس مخصصات برامج صواريخ الفضاء. و قد تم بناء الغالبية العظمى من المشروعات الدائمة للصواريخ و الإلكترونيات و الكيماويات و بناء السفن و فروع الصناعة الأخرى فى أوكرانيا لفترات قصيرة بالنسبة لإجمالى عدد المؤسسلت داخل أكاديمية أوكرانيا للعلوم و خارج حدودها.
و كانت الإنجازات فى مجال الهندسة المدنية و بناء الأهداف الثقافية و توفير المعاشات للمواطنين ملحوظة للغاية. و قد تكون جيل الرجال الذين يبلغون الستين. و هذه الجماعة من الناس كان لديها تفكير مناهض للشمولية. و قد كان للأعمال الإبداعية لهونشار و ريلسكى و دوفزهنكو و فنانين أخرين رنين إجتماعى سياسى عظيم.
و قد بدأت مظاهر أزمة نظام الشمولية السوفيتية جليا فى زمن كروشوف.و قد حدث تقصير فى إمكانيات زيادة الدخل القومى وفقا لعوامل شاملة فى حين كان الإقتصاد المهيمن غير قادر على توفير تكثيف الإنتاج. و قد تسببت الإصلاحات المتعددة فى الإقتصاد القومى و نظام الإدارة فى الكثير من الضجة ولكن فشلت دائما. وأخيرا فى أكتوبر 1964, إستقال كروشوف كنتيجة لتآمره الألى. وقد بدأ زمن إل.بريجنيف و قد كانا عقدين من الركود.
و قد إختار الستالينيون الذين وصلوا إلى السلطة تكتيكات التجاهل حتى الجرائم التى أصبحت عامة بعد 1956. و فى 1965, قامت أجهزة أمن الدولة بعمل أول إنعطاف فى عمليات القبض على ممثلى المفكرين الأوكرانيين المتهمين بالأنشطة المناهضة للإتحاد السوفيتى. و قد ظهرت هذه الأنشطة فى تظاهرات ضد إبطال عملية التخلص من الستالينية بالتأكيد على الحقوق الإجتماعية و القومية و لكن لم يتم منع حركة المنشقين.
و لم يتم مناقشة السياسة فى مجال العلاقات القومية فى المؤتمرات وجلسات اللجنة المركزية لحزب الدولة منذ 1923 لأنه كان قد تقرر أن المشكلة القومية تم تسويتها بالفعل. و ما زالت السياسة المحلية و لكن تنوعت وفقا للظروف. و فى 1953, كان كروشوف أول من جعل أو.كيريشنكو رئيسا للحزب الشيوعى للجمهورية. و فى 1954, تم إضافة منطقة الكريميان لأوكرانيا. و قد إدعى إل.بريجنيف أن يكون أوكرانيا فى إصلاحات ما قبل الحرب للمهنة المقترحة, و لكنه أثبت أنه مثابر فى إضفاء الصبغة الروسية على منصب السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعى فى الإتحاد السوفيتى. و لم يغادر منصب السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعى ل ب.شيليست لمدة طويلة حتى إستولى ف.شيربيتسكى على المنصب فى مايو 1972. و قد كان شيربيتسكى ينتمى إلى جماعة دنيبروبيتروفسك لأتباع السكرتير العام. و قد شن سكرتير اللجنة المركزية للأيديولوجية ف.مالانشوك (أيضا تم إختياره من قبل بريجنيف) حملة واسعة على إضطهاد العلماء و المفكرين المبدعين. وقد أصبحت معدلات إضفاء الصبغة الروسية أسرع من ذى قبل.
و قد تطلب التوجه الممتد للإنتاج تدوير الكميات المتزايدة دائما للموارد المادية والقوى العاملة. و قد تم توصيف "الركود" فى أوكرانيا بتنمية فروع التعدين وبإهدار الموارد الطبيعية و بتحويل الكثير من المحليات فى مناطق الخطر البيئى. و قد تلوثت أوكرانيا بسبب نفايات مجمع المادة الخام المعدنية عشر مرات أكثر من الإتحاد السوفيتى بأكمله. و بعد إنفجار وحدة الطاقة الرابعة تشرنوبيل فى أبريل 1986, زادت الظروف البيئية فى الجمهورية سوءا. و قد كان سبب أعظم كارثة فى تاريخ الإنسانية هو النوعية المتدنية للتصميم و البناء و صيانة المنشأت النووية.
و مع تطور أزمة النظام, إستخدمت الدولة بفاعلية مبدأ " مقصات التسعير" عندما يذهب نصيب الأسد من دخل المزارع الجماعية والدولة إلى ميزانية الدولة. و قد إستمرت الزراعة فى التلكؤ فى حين أن تدفق الذين غادروا من القرى لازال يتزايد. و فى عام 1960, كان الفلاحون يكونون نصف سكان أوكرانيا فى حين بلغوا الثلث فى 1985. و قد ثبت أنه من المستحيل إطعام ثلثى سكان المدن طبقا للإنتاجية العاملة فى ذلك الزمان. و من ثم فإن مشكلة إمداد الطعام إزدادت سوءا.
و قد تم إستخدام ألاف الملايين من "دولارات البترول" التى تم جنيها أثناء أزمة البترول العالمية فى السبعينيات فى إستيراد أرخص السلع لإعادة بيعها مرة أخرى فى السوق المحلى. و عندما تم إستنفاذ "دولارات البترول" و كشفوا العجز فى الميزانية ( كان يتم إخفاؤه بإستمرار).
و قد أرهق المجمع العسكرى الصناعى الإقتصاد القومى. وقد أدى ضرورة الحفاظ على التكافؤ فى الأسلحة مع الدول الغربية إلى سقوط إقتصاد الإتحاد السوفيتى إلى الهاوية. و قد كان من الواضح أن الإتحاد السوفيتى خسر " الحرب الباردة".
|